حين تَكَلَّمَ الله
"الله" أو "اسم الجلالة"، كما يصفه اللغويُّون، كلمة دالّة على المعبود خالق الكون وموجد الوجود. وهي من أكثر الكلمات استعمالًا في حياتنا اليوميّة وأيضًا من أكثرها غموضًا وجدليّة. هي كلمة يردّدها المتديّنون في صلواتهم ومناجاتهم، وحتّى خارج النطاق التعبّدي نجدها تحتلّ حيّزًا مُهمًّا في تعابير المجتمعات المتديّنة سواء كان ذلك بوازع إيماني أو من باب التقليد والاعتياد.
فنحن نقول "إن شاء الله" ونقصد بها الخضوع والإذعان لمشيئة الله، وأحيانًا نقولها فقط من باب التسويف الذي يوحي ضمنيًّا عدم القيام بالشيء. ونحن نقسم بالله إيمانًا لإثبات صدقنا، ونقسم بالله شكلًا لإخفاء كذبنا. وهناك من يردّد كلمة "الله" بكلّ خشوع وتضرّع وهو يستمع إلى الكلمة الإلهيّة، وآخر يصيح "الله" مع كل قفلة للسيّدة أمّ كلثوم. فهل لهذه الكلمة السحريّة نفس المعنى عند جميع البشر، أم لكلّ واحد منَّا إلهه ومعبوده؟ كثيرة هي المفاهيم التي لم أكن لأبحث فيها من قبل. لكن بعد أن بدأت رحلة البحث المثيرة لم يعد هنالك حدود للسؤال، فقد أصبحت الشكوك كثيرة …
فهل كلمة "الله" من الكلمات الرائجة لدى جميع الشعوب والملل، ولو بلغات مختلفة، أم أنّها مرتبطة فقط بثقافة بعينها؟ هل يمكن أن تكون هي الحقيقة المطلقة التي نبحث عنها جميعًا ونسمّيها بأسماء مختلفة؟ وإن كان لا يعنينا في هذا التحليل أصل الكلمة واشتقاقها بقدر ما يهمّنا مدلولها وارتباطها بمفاهيم "الإيمان" و "الإلحاد" و "الدِّين" و "الحقيقة".
في الثقافتين العربيّة (اللّهُم) والعبريّة (إلُوهِيم) ارتبطت هذه الكلمة بمفهوم العبادة والإله المعبود، حتّى إنَّ أصل الكلمة فيه تشابه كبير يصل حدّ التطابق، خصوصًا وأنّها استُعملت من طرف العرب قديمًا قبل ظهور الإسلام، ويمكن ربطها باللغة الساميّة الأم والديانات الساميّة الأولى. وعمومًا، فإنّنا نجد ما يقابلها في معظم المجتمعات الدينيّة على اختلاف لغاتها وثقافاتها. ويبقى الفرق قائمًا حول مدلولها، أو بشكل أوضح حول التصميم أو التجسيد أو المِخيال المرتبط بهذا النوع من الإدراك اللامحسوس. فالخالق الذي يسمّى "البراهما" في الديانات الأسيويّة القديمة، ومنها الهندوسيّة، يختلف في مخيّلتنا عن الخالق الذي يسمّى "الله" في الديانات الإبراهيميّة. وحتّى بالنسبة لهذه الأخيرة فإنّ "ربّ الجنود" ليس هو "الأب السماوي" وليس هو نفسه من "كان عرشه على الماء".
قديمًا كانت المفاهيم المتعلّقة بالإيمان والاعتقاد مستمدّة من الأديان بصفة خاصّة، ولم يكن ممكنًا إعطاء أيّ نظريّة عن الخلق والخالق خارج الإطار الديني. لقد كان العقل البشري قاصرًا عن إدراك وجوده وعاجزًا عن تفسير الظواهر الطبيعيّة المحيطة به، وبالتالي وجد في النصّ الديني ما يبدّد حيرته ويشبع فضوله. غير أنّ معظم النصوص الدينيّة اعتمدت أسلوب المثل والمجاز، وتطلّبت تفسيرات واجتهادات لشرح محتواها وتبسيط معانيها ممّا جعلها عرضة لتحريف المعنى وضياع الهدف. وللأسف الشديد، أصبحت هذه التفسيرات هي الشائع المتداول من الدِّين بين العامّة، وأصبح الاجتهاد المعتاد هو الأصل وأيُّ فهم أو تفسير غيره يُعدُّ افتراءً وهرطقة.
وفي هذا العصر الذي تطوّرت فيه العلوم والمعارف وأصبح مجال الرؤية يشمل أبعد الأشياء وأصغرها، تحطّمت الحدود القديمة وتضاربت المعرفة العلميّة الحديثة مع سابقتها المستنبطة من النصوص الدينيّة، وأصبح الدِّين وكلّ المُسَلَّمات الوجوديّة المرتبطة به محلَّ شكٍّ وتكذيب. فنجد بيننا اليوم من لا يؤمن إلّا بالملاحظة والتجربة العلميّة ويسعى تدريجيًّا لفهم الجانب المكتشف من الوجود، لكنّه مع كلّ ما وصل إليه من معرفة وما امتلكه من تقنيات يقف عاجزًا أمام البعد اللامتناهي للكون في المكان والزمان ولا زال يحيّره عالم الخليّة بتفاصيله المجهريّة ولا يسعه إلا إعطاء النظريّة تلو النظريّة. هؤلاء، الذين يُسَمُّون أنفسهم أحيانًا بأتباع الطبيعة، يَنعتُهم المتديّنون ب "الملحدين" فقط لأنهم رفضوا فكرة الألوهيّة أو الاعتقاد بوجود إله أو آلهة تتحكّم في الكون والوجود بنفس المنظور والتصوّر الذي يروّجه أهل الأديان المعروفة.
من ناحية أخرى، يوجد بيننا من يؤمن بالحقيقة المطلقة المُمتَنِعة عن الفهم والإدراك، حيث إنَّ أكثر ما يُمكننا وصفها به هو كونها قوّة كلّيّة مطلقة تتحكّم في كلّ الأشياء. وهؤلاء لا يؤمنون بأيّ نوع من التواصل المادي مع الإنسان في صفة الرُّسل والأنبياء، وما ينتج عن ذلك من نشوء المعتقدات والديانات. وهم يُعرفون عمومًا بــــ "اللادينيّين" أو "اللاأدريّين".
أمّا الصنف الثالث من البشر فَهُم "المؤمنون" بوجود الإله الخالق، وهو إيمان مقترن بالعبادة، ويحتاج إلى وسيط بشري يستطيع التواصل مع هذا الإله ليدُلّنا إليه. وكلُّ ما يخبرنا به هذا الوسيط أو الرسول أو المظهر الإلهي سوف يشكل تدريجيًّا معتقدًا تجتمع عليه مجموعة من البشر، فيُكوّنون مجتمعًا دينيًّا يستمرّ حتّى بعد موته. ثُمّ يعوّضه أناس عاديّون من محيطه، سواء كانوا من تلامذته أو من حواريّيه أو من صحابته أو من سلالته، فهم أكثر من يهتدي بهديه، ولذلك يصبحون هم المرجع الديني ويحتلّون القيادة في مجتمع حديث التشكّل. ومع مرور الوقت تتعدّد المراجع الدينيّة على اختلاف مسمّياتها من الكهنة إلى الأحبار إلى الرهبان إلى القساوسة إلى الفقهاء والأئمّة، وداخل الدِّين الواحد قد يختلف رجال الدِّين هؤلاء فيما بينهم ويؤسّسون طُرقًا ومذاهبَ عدّة. ويصبح بعد ذلك من الصعب معرفة الفرع من الأصل، والاجتهاد من "المُنزَّل"، والمتشابه من المُحْكَم.
على هذا الأساس ارتبطت الأديان عبر التاريخ بشخصيات عظيمة رسمت ملامح الحضارة الإنسانيّة في أزمنة وأمكنة مختلفة. ورغم أنّ هؤلاء العظماء الذين نسمّيهم إجمالًا بـــ "الرُّسُل" نطقوا بلغات مختلفة، إلّا أنّ كلامهم في كلّ مرّة لم يكن سوى رسالة حرفيّة من لدن الإله الخالق نفسه. فكيف لبشر مثلنا أن "يُكلّمه" الله الغيب المنيع؟ هذا هو السؤال المحيِّر الذي طالما شكّل منعرجًا في إيماننا أو إنكارنا، وتقبّلنا أو رفضنا لفكرة الدين والعقيدة من الأساس.
لقد حاول كلّ دين، على حدة، أن يعطينا وصفًا تقريبيًّا لمشهد غير اعتياديّ وخارق لحدود الطبيعة. إنّه مشهد مثيرٌ يُجسّد التقاء عالمين مختلفين في جسر بشريّ تعبرُ من خلاله معرفة غيبيّة نسمّيها إجمالًا بِـ "الكلمة الإلهيّة". ورغم تعدُّد المقاربات التي تحاكي هذا التواصل، فالأكيد هو أنّ كلّ الأوصاف الماديّة التي أُعطِيَت هي أوصاف مجازيّة تخاطب عقولًا على قدر إدراكها، ولا يمكن لأي تعبير أن يصف الحقيقة كما هي ما دامت تنتمي إلى عالم لا مادّي في مقابل هذا العالم الذي ندركه.
في النهاية سنجد أنّ هذه المعرفة الغيبيّة قد تقمّصت هيكلًا مادّيًّا، وأصبح "الله" من خلال رسوله البشري "يتكلَّمُ" كلام البشر، وصار "الكتاب" السماويّ يُطبع ويُباع في المكتبات، في شكل مصاحف وأسفار تضمّ آيات من الكلمات، كلّها أحكام وقصص وبيّنات. ولعلّ استحالة إدراكنا لماهيّة هذا الارتباط وهذا التواصل بين عالمي اللاهوت والناسوت يجعلنا أمام اختيارين لا ثالث لهما: التصديق والإيمان أو الرفض و "الإلحاد". لذلك فالمؤمنون بوجود الله الخالق، من خلال تصديق هؤلاء الرُّسل، تجدهم يتّبعون "كلامهم" ويقدّسون "مَقامهم". أمّا "المُلحدون" فهُم منكرون لفكرة هذا التواصل الخيالي جملة وتفصيلًا، إذ يرونه مخالفًا لقانون الطبيعة وليس عليه دليل علمي أو حجّة عقليّة. والرُّسل بالنسبة إليهم ليسوا سوى شخصيّات مؤثّرة تركت بصماتها في تاريخ البشريّة.
وطبعًا بين الإيمان والإلحاد يوجد جَزْر ومَدّ. لذلك سيكون هنالك مُقبِل ومُرتَد، وثالث "لا يدري" من أي الفريقين يُعَد. وهذا ما يجعل الجميع يعيشون حالة تفاعليّة وانتقاليّة مستمرّة وليسوا أبدًا في حالة جمود، وإن تظاهروا بعكس ذلك.
بالنسبة لي فقد اخترت الإيمان، وليس لي دليل على اختياري سوى شعوري بالرضا والسعادة الروحيّة. وأظن أن هذا هو أكثر ما يبتغيه الإنسان ويسعى للحصول عليه أيًّا كانت اختياراته. ومن خلال تجربتي الشخصيّة استنتجت أنّ الإيمان عمليّة عضويّة تبدأ باتّخاذ قرار التصديق بأحد الرُّسل من خلال التأمّل في حياتهم وكلماتهم باعتبارها، حسب ما يُمليه هذا الإيمان، "كلمات إلهيّة". انطلاقًا من هذه اللحظة يتوقّف العقل عن التشكيك والانتقاد، ويتأسّس مفهوم "المقدّس" والانتماء الديني بما يستلزمه من ممارسة لعبادات معيّنة، والتزام بالأحكام والتشريعات التي تنظّم شؤون الفرد والجماعة. المهمّ هو أن تكون هذه النتيجة اختياريّة وعن اقتناع شخصي، وليس عن تقليد يفتقد البحث والبصيرة. وفي النهاية يتحمّل كلّ إنسان وِزْرَ اختياراته، فحتّى عدم الاختيار هو، في حدّ ذاته، قرارٌ واختيار.
والمتديّنون عامّة لا يؤمنون بالله من تلقاء أنفسهم وإنّما من خلال تصديقهم بالرَّسول الذي أُرسل إليهم أو المختار الذي بُعث فيهم أو المظهر الإلهي الذي تجلّى لهم. فهو من حَدّثهم عن الخلق والخالق، وعن ماهيتهم الروحانيّة، وعن الموت والحياة بعد الموت، وعن الثواب والعقاب، وعن الخير والشرّ، ليصلوا في النهاية إلى الهدف المنشود وهو كيف يجب أن يكونوا وماذا عليهم أن يعملوا ويقدّموا في حياتهم هذه ليدخلوا الجنة ويحقّقوا السعادة الأبديّة. وهذا هو سبب الاختلاف الحاصل في الوصف أو المِخيال الذي يرسمونه عن الخالق وكلّ الأمور اللامحسوسة المرتبطة به، حيث إنّهم كَوَّنُوا تصوُّرهم من خلال فهمهم للكلمة الإلهيّة بما تحمله من مجاز وتشابه في المعنى. وهذا ما يجعلهم أيضًا يرتبطون بالدّين ومُظهِرِه أكثر من ارتباطهم بالخالق نفسه.
في هذه فهل يجوز لنا أن نلوم "مُلحدا" على إلحاده لأنّه قرّر الخضوع فقط لسلطة العقل. فمهما حاولنا إثبات صحّة ما نعتقده ونَدِينُ به ستبقى حجّتنا واهية ما دامت تعتمد في الأساس على الإيمان والتسليم وليس على الملاحظة والتجربة. وإصرارنا على إقناع الآخر بما نؤمن به في محاولة لتقديم معتقدنا على أنّه المعرفة المطلقة للحقيقة إنّما يؤدّي في النهاية إلى الجدال والنزاع، وغالبًا ما يكون السبب وراء ظهور التعصُّب والتطرُّف والإرهاب.
لكن، إذا سلّمنا بوجود إله واحد أحد، يتحكّم في الخلق وفي المصير، ويكلِّمنا من حين إلى حين، لماذا كلّ هذه الأديان المتعارضة على أرض واحدة؟
الاحتمال الأوّل نجده عند "الملحدين" و "اللادينيّين" الذين يعتبرون هذه التعدّديّة المُتضاربة، وهذا الاختلاف الذي يصل حدَّ التناحر، أكبر دليل على أنّ فكرة الدِّين من الأساس هي من صُنع البشر لأهداف سُلطَويّة وتَحكُّميّة.
والاحتمال الثاني، وهو الشائع بين المتديّنين، يكمن في أنّه لا يوجد في الحقيقة إلّا دينٌ واحدٌ يعبّر عن الخالق الحقيقي، وهو بطبيعة الحال دينهم هُم فقط، أمّا باقي الأديان فهي مجرّد طقوس ومعتقدات وضعيّة لا تمتُّ للغيب بصِلة. وحتّى إن كانت أديانًا "سماويّة" فقد تَمَّ تحريفها ولَم تَعُد صالحة.
المشكل المزدوج في الاحتمال الأخير هو كون معرفتك التي يُفترض بها أن تكون نسبيّة، لكونها مبنيّة على الإيمان، تصبح حقيقة مطلقة، ومعرفة الآخرين أو معتقداتهم هي معرفة ناقصة ومحرّفة أو لا أساس لها من الصحة. فكيف يكون التعايش ممكنًا في ظلّ وجود هذا النوع من الفكر المتعالي الذي يقصي الآخرين وينظر إليهم نظرة دونيّة فقط لأنّه يؤمن بمنظومة دينيّة يعتقد أنّ لها الأفضليّة؟!
ثُمّ أن يكون الدِّين سماويًّا هل نقصد به أنّه قادم من رحم السَّماء؟ وأيّ سماء يا ترى؟ تلك السَّماء المادّيّة التي نراها فوق رؤوسنا ولم نكن ندرك ماهيّتها ومنتهاها، والتي اعتقدنا أنّها مصدر الغيبيات والوحي والكلمات؟ تلك السَّماء التي اكتشفنا أنّها ليست سماءً، وإنّما هي فضاء لامتناه ليس فيه "فوق" ولا "تحت"؟ فالكلّ بات يدرك بأنّ هذا الكون الفسيح لا يوجد فيه صعود ولا نزول ولا شرق ولا غرب. ربّما المقصود بهذا القول سماءٌ من نوع آخر، سماءٌ روحانيّة تعبّر عن جزئنا الروحاني الذي لا نعقله، عن الروح ومصدرها ومرجعها، عن الخالق الغيب المنيع الذي لا ندركه.
وبالتالي، إذا سلّمنا بوجود الله الذي يُرسل رُسُله ليربّي خلقه ويهديهم سُبُل الرشاد، فإنّ الاحتمال القائل بأنّ الأديان كلّها قادمة من نفس المصدر الإلهي هو الأقرب للتصديق. فقد توالت هذه الأديان بتوالي الأيّام لتُساير التطوّر العقلي والمفاهيمي عند الإنسان، واختلفت باختلاف المكان لملاءمة ظروفه البيئيّة والاجتماعيّة المؤثّرة فيه، وفي هذه الحالة يجب أن يكون التواصل مع الخالق مستمرًّا باستمرار الخلق الدالِّ عليه. وإذا كان كلّ رسول ومبعوث إلهي هو "كلمة" الله لعباده، فكلمات الله ليست لها حدود أو نهاية … على الأقل هذا ما تخبرنا به الأديان نفسها وإن اختلف أهلها في فهم الرواية!
أحسست أنّ الأمور صارت تتضح شيئًا فشيئًا، والاختيارات بدأت تتشكّل. لكن، لا زال نفس السؤال الذي استوقفني في البداية، وجعلني أمشي في هذا الطريق بلا وصاية، يحتاج إلى فكّ رموزه حتّى تكتمل الحكاية، وينقشع هذا الظلام القاتم الذي يلفّ الموضوع من كلّ جانب. فإذا كانت كلمات الله بلا نهاية، كيف تُختَم النبوّة وتتوقّف الهداية؟ وهل يفنى الوجود حقّاً حين تدقُّ الساعة، أم أنّ كلّ نهاية هي في الأصل بداية؟
ولكي أُجيب على كلّ هذه الأسئلة كان لا بُدَّ لي من الغوص من جديد في الكتب الدينيّة محاولًا أن أمسك بخيوط هذه الألغاز الخفيّة. لذلك أخذت أعيد قراءة الآيات وأجزاء من الإنجيل والتوراة، لعلّي أهتدي إلى أجوبة تَطْمَئِنُّ لها نفسي بعد طول معاناة. ولذلك أيضًا فإنّ الفقرات القادمة محمّلة بالتعبيرات الدينيّة، وما تنطوي عليه من مَثَلٍ ومجاز، والتي تمثّلُ بالنسبة لي مرجعيّة عقديّة في هذه المرحلة من رحلة البحث عن الذّات. وكلُّ ما أستدلّ به في قادم المحطَّات، من إشارات وتفسيرات، لا يعدّ برهانًا أو بحوثًا دقيقة، بل هو مجرّد سَردٍ لِمَا اكتشفته في رحلتي وما فهمته بفطرتي، فصار في نظري حقيقة.